المغرب و الجزائر.. من "خاوة خاوة" إلى سب وسخرية و محاولة كل طرف تلميع صورة بلاده
كانت العلاقة بين الشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري علاقة أخوة و ترابط بينما الصراع بقي بين الحكومتين. و في الآونة الأخيرة انقلب كل شيء على عقب و اصبحت كلمة "خاوة خاوة" لم يعد يعير لها أي أحد الاهتمام وإن اردت أن تقولها يتصدون لك، اذا نظرت إلى مواقع التواصل الاجتماعي ستجد أن كلمات السب والقذف و السخرية هي التي تسيطر على التعليقات ولو كان المنشور المعلَّق عليه لا علاقة له بموضوع البلدين أصلا.
منذ متى وأين و كيف وقع هذا التغيير؟ لا أحد يعلم .. عود ثقاب واحد يكفي لحرق غابة بأكملها و كلمة جارحة واحدة في تعليق على منشور تكفي لنشر الفتنة و تحطيم العلاقات بين شعبين. وهذا ما وقع بين الشعبين .. بدأ كل واحد يسخر من الآخر حتى أصبح الأمر معقدا، في السابق يقولون إن كان هناك مشكل سياسي بين حكومتين فما دخل الشعبين في هذا الأمر؟ ولكن اليوم انتقلنا إلى مرحلة أخرى تطغى عليها اساليب الحقد و الكراهية.
لكن هل أتت هذه المرحلة من فراغ؟ لا بد ان يكون هناك أمر ما قد حصل! لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الإعلام الجزائري يسعى جاهدا لتزييف الحقائق و إخفائها للشعب بشكل جلي مثلما حدث في كأس العالم عندما تألق المنتخب المغرب و هذا الاعلام لا يذكر إسم المغرب و يخفي أنه تأهل إلى دور ما في نشرات الأخبار علما أنه يعطي إحصائيات المنتخبات الأخرى و حدث أن صحافيا جزائريا ذكر اسم المغرب في ذلك الحين و تمت إقالته من منصبه فورا. عكس الاعلام المغربي الرسمي الذي يعطي المعلومات الكاملة في نشرات الأخبار دون اخفاء انجازات الجزائر خصوصا في المجال الرياضي و يمر ذلك بشكل عادي.
و في افتتاح الشان 2023 بالجزائر لاحظنا أن ثلة من الجماهير يسبون المغاربة وقد تبين أن هؤلاء تم تلقينهم من قبل ليحفظوا هذه الكلمات، و لاحظنا بعد ذلك أن الجماهير الأخرى عبرت عن سخطها عندما رأت هذه المشاهد أمامها و تبرأت من هذا التصرف الغبي. وهذا يوحي إلى أن الدولة الجزائرية هي التي تحرض شعبها على الحقد على المغرب، عكس الدولة المغربية التي تدعو إلى حسن الجوار مع جارتها الشرقية الجزائر، كما جاء في خطاب الملك محمد السادس. كما ان السلطات الجزائرية قد قطعت العلاقات مع المغرب و قامت بإغلاق المجال الجوي في وجهها، بينهما المغرب لم يقم بأي إجراء بهذا الشكل يعني أن العلاقات قد انقطعت من جهة واحدة فقط.
الشعب الجزائري مثله مثل الشعب المغربي، تقاليد وأعراف واحدة, و لا يختلف عنه إلا في السلطات الحاكمة، احداها تحرض الشعب الحقد على الأخرى كما تبين في مواقف عديدة، والأخرى تحاول أن تصلح ما افسدته الأولى. لكن الأمر يتعقد شيئا فشيئا.
مشكل المغرب مع الجزائر لن يحل إلا اذا إبتعدت الجزائر عن الوحدة الترابية المغربية و تخلت عن ما يسمى بجبهة البوليساريو لان هذه الأخيرة استنزفت كل من الدولتين، الجزائر تنفق أموال الشعب من أجل قيام جمهورية وهمية تلبية لرغبات أجنبية من أجل جعل المغرب والجرائر عدوان لذوذان لأن اتحادهما قد يشكل قوة عالمية كبرى يكمل أحدهما الآخر و هذا ما ينافس الدول المتقدمة، لذلك هذه الأخيرة ليس في صالحها حل المشكل بين المغرب والجزائر.
والمشكل الذي يحصل بعد هذا الصراع على مواقع التواصل الاجتماعي بين الشعبين الجزائري والمغربي هو محاولة كل واحد من الاثنين تلميع صورة بلاده و عدم التحدث عن المشاكل التي يعيشها البلدين خوفا من أن يضحك عليهم الآخرون وبالتالي كل واحد يتفاخر بما لدي ويحاول جاهدا الحديث عن بلده كونه جنة و خالي من المشاكل و مقارنته بالبلد الآخر، و خاصة في هذه الظروف التي يعيشها البلدين من غلاء الأسعار و تدني اوضاع الساكنة إضافة إلى المشاكل التي تعيشها جميع القطاعات وفي مقدمتها الصحة والتعليم.
أكتب تعليقا على هذا الموضوع او سؤالا